أحلام البسطاء

--------------------------------------------------------------------------------

هناك فوق جسد البسيطة ..بعيدا عن أضواء العولمة .. خلف حدود التحضر المدني .... بين أحضان البساطة _.. هناك في الصحراء وبين الأدغال يعيش البدو يرتمون بين أحضان فراشهم الرث ويلتحفون بغطاء الوبر ولحاف الشعر ... ينطوون الي مواجعهم وألامهم ، يشكون للنجوم قساوة الوقت و شدة الزمان ....
صوت ربابتهم رسائل تخبر الوجود عن شجون قلوب ضمتها أظلاعهم الناحله، ومواويلهم أحزان نفوس رماها القدر في دوامات الفاقة ومنحدرات الرغبات المكبوته ...
موقعهم تحت خط الفقر ومسكنهم الهامش في كتاب الوجود .....
أجسادهم الناحله أوراق هويتهم يبرزونها للسائل عنهم ومواويلهم ترجمان أوجاعهم و عبراتهم المخنوقة في حناجرهم صرخات أحتجاجهم كلما جار بهم الحال وأرهقهم الزمن . .... حرموا وسائل الراحة ومقومات الحياة فصنعوا لأنفسهم وسائل خاصة بهم وحاربهم الواقع فتعلموا أسلوب المقاومة ....حياتهم مدارس يتعلمون فيها أسرار البقاء
وفن التكيف
علمهم الواقع كيف يجعلون من الألم متعة ومن البيداء حدائق يتنزهون فيها .
تعلموا كيف يهربون من رمضاء الفاقه الي رياض القناعة ومن شدة الواقع الي رخاء الخيال .... يبنون قصور الراحة على رمال الشقاء و يكتبون كلمات الحب بمداد الدموع و يشعلون شموع الأمل ليبددوا ظلام الإحباط .
أخذوا معاني الحياة من مدارس الطبيعة ... تعلموا العشق من فراشات النور والتعاون من مجتمعات النمل وقلدوا البلابل فاجادوا فن الغناء..... أصتحبوا الأبل في سفرهم فتعلموا منها فن الإحتمال وأسلوب الصبر الصامت ... وأطعموا الكلاب فأهدت لهم دروس الوفاء ..... حتى أحلامهم بسيطه مثل بساطتهم فهي لاتتجاوز حدود الواقع ولا تتعدى حواجز المعقول _......
أن حلمهم الوحيد أن يتركهم العالم يعيشوا بعيدا عن معترك الحروب السياسية وصراع الأقوياء .....
[center]